رأي في السياسة

آخر العناوين...

9‏/9‏/2017

( رأي من خلال تعليق)...ما هو شكل سوريا الجديد ؟

تتناقل وكالات الأنباء العالمية عن حيثيات ومؤتمرات و لقاءات تجري هنا  أو هناك ، أوهي مبرمجة لأوقات قادمة تخص الشأن السوري...
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يصرح بأن اجتماعات الأزمة السورية المقررة  انعقادها في العاصمة الكازاخية أستانة، يوم 14 سبتمبر من الشهر ، تعتبر بمثابة مرحلة نهائية للمباحثات الرامية لحل الأزمة...
بالتوازي ،  مدينة جنيف السويسرية تستضيف ، جولات من المباحثات الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة السورية...
بمعنى ، سورية مقبلة على مرحلة جديدة تشبه تماما مرحلة ما بعد الحقبة الدولة العثمانية، التي بموجبها تم التعرف على شكلها  الحالي والذي اختفى منه  بما كان يُعرف سوريا الطبيعية أو سوريا الكبرى أو بشكلها التاريخي بلاد الشام...
قد يكون شكلها المقبل ما بعد انتهاء الحرب الأهلية التي أكلت الأخضر و اليابس و التي أسالت دماء سينمو منها أحقاد و جروح بين أفراد الشعب السوري يتطلب أجيال و أجيال لتجاوزها. هذا الشكل المنتظر بدون أدنى شك يُبنى على هذا الأساس ...
  صحيح النظام السوري تمكن من الصمود ، بعد أن كان بين قوسين أو أدنى من السقوط المروع على شاكلة النظام القذافي...
و هذا الصمود الفضل الأول يرجع إلى حلفائه . لكن هؤلاء الحلفاء لم يكون يهمهم البلد بقدر ما كان خوفهم على فقدان قطب من ميولهم الطائفية...
صمود و نجاة نظام السوري من السقوط لم يكون فقط بفضل حلفائه المذكورين  ، لكن الفضل يعود أيضا إلى حسابات جيو-إستراتيجية يشرف عليها الكيان الصهيوني و تدخل في إطار المشروع الكبير المسمى "الشرق الأوسط الجديد"...
الكيان الصهيوني هو الذي منع النظام السوري من السقوط ، ليس حبا فيه لكن لحساباته الخاصة تدخل في إطار المشروع المذكور. هو الذي أطال الأزمة ليتعفن أكثر الوضع  و لتسيل الدماء أكثر...
الهدف من ذلك ، كما هو مذكور في مواضيع سابقة ، إبقاء على حدوده  نظام منهوك سياسيا ، اقتصاديا و اجتماعيا لدولة منقسمة ، أفضل بكثير من تركه يسقط لفائدة معارضة متعددة الرؤى و الأهداف...
بالمختصر المفيد،  الأزمة السورية دخلت مرحلة الحصاد ما تم زرعه خلال  حوالي ستة سنوات من الاقتتال و تدمير المنهجي لمقدرات  البلد.  ومن خلال هذا الحصاد كل واحد ينال حصته على حسب ما تحصل عليه في أرض الميدان ...  
بمعنى ، كل واحد حصته تكون على مقدار طول موضع  رجليه على الأرض.  لكن ما هو مؤكد سوريا كنظام سياسي لن يكون شكله كالسابق ...
بمعنى ، لن تعود سوريا التاريخية أو سوريا الكبرى. و الأكيد أيضا ،  لن تبقى على شكلها المعروف حاليا الناجم عن تقسيمات  "سايكس-بيكو" ...
 لكن هناك شكل جديد يطبخ في المختبرات السياسية  لأصحاب الربط و الفك  ،فلننتظر لكي نرى شكل سوريا الجديد في "الشرق الأوسط الجديد"...


بلقسام حمدان العربي الإدريسي
09.09.2017

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص