رأي في السياسة

آخر العناوين...

24‏/4‏/2010

القتل "ببلاش" !


نقطة حدود مصرية  إسرائيلية
( صورة : موقع بي.بي.سي)





تطالعنا الأخبار تكاد تكون شبه يومية عن أفارقة يقتلون بكل بساطة و سهولة وبرودة الدم  عند حدود دولة مصر العربية مع الدولة العبرية  .منذ مطلع هذه السنة فقط  قتل أربعة عشر شخصا ، على حسب مصادر  موثوقا بها  ، أضف لهم 19 خلال العام الماضي و 28 خلال عام 2008 .هذا المعلن أما المخفي فعلمه عند الله وعند من يقومون بذالك .
ذنب هؤلاء الأشخاص الوحيد  أنهم يحاولون العبور من خلال حدود  تلك الدولة إلى إسرائيل  ،هروبا من الفقر و قلة الشيء في بلدانهم الأصلية، و جريمتهم أنهم يريدون فقط طعاما يأكلونه ومستقبلا يتطلعون إليه . وهم لا يقصدون مصر لأنهم لا يريدون زيادة عبأ على مصريين في رغيفهم ، وإنما يقصدون الدولة التي  بهرت أذانهم من كثرة ما سمعوا عنها .
ورغم أن منظمات إنسانية نددت ومازالت تندد  بهذا التعامل الغير إنساني والقسوة المفرطة مع أناس عزل لا يشكلون أي خطر على الأمن  القومي و غير الأمن القومي ،وكان بالإمكان اعتقالهم وردهم من حيث أتوا أو تركهم يمرون إلى الجهة المقصودة و ترك تلك الجهة  تتعامل معهم بطريقتها .  وعلى كل حال أكثر ظن أنها لن تقوم بقتلهم بتلك البرودة و اللامبالاة ، كما يرى الكثيرون من متتبعين المشهد.
وتدعو تلك المنظمات  الدولية إلى القيام  بالتحقيق في هذا القتل  المجاني و"ببلاش"  التي تقوم بها تلك الدولة  بناء على ضغوط "إسرائيلية" والتي تجبر الآخرين على ارتكاب الجرائم حماية لسلامتها و أمنها .  وصفها أحد الخبراء المصريين أنها نقطة "عار" على جبين مصر و هي تقوم بدور الحارس على إسرائيل وتقتل بالوكالة عنها.  
ويتساءل البعض هل  هذا هو مصير إذا كان المتسلل ليس ذالك الإفريقي الجائع الهارب ، أم دم هؤلاء الفقراء لا يساوي سوى رصاصة وفي أحسن الأحوال إعلان عن وفاة . ويرى الكثير أنها  من غير المعقول أن تكون  أعمال منعزلة ومنفردة يقوم بها حراس الحدود من غير أن تكون لهم أوامر صريحة وواضحة ...
حتى في الحروب وميادين  القتال العدو  الهارب أو الجريح أو الذي لا يشكل خطرا آنيا  على طرف الأخر لا يقتل بل يتم أسره و معالجته إذا كان جريحا وإطعامه بالحد الأدنى  والاحتفاظ به حتى نهاية الحرب ليتم تسليمه إلى معسكره...

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص